خدعت الأوربيين

وأخيراً خدعت الأوربيين 
فأنا لست طويلاً 
ولا أملك أي موهبة 
و لون شعري ليس أشقراً
وأضع عدسات لاصقة 
أنا لا أرتعد من الخوف أمام المحقق 
وفكرة أني لا أفقه شيئاً في هذا العالم الإلكتروني 
استطعت أن أخدع شارة المرور 
وأقطع دون أن تنتبه 
أو تلتقط الصور
أن أحتال على نشرة الأرصاد الجوية ، وأظن أن الجو صيف ، رغم شتاء قارس 
أني لا أبكي حين انتبه أحدهم عيناي الدامعتين 
لقد ضللته بإبتسامة محت شكوكه 
لقد خدعت الأوربيين 
لست يائساً إلى هذا الحد 
ولا أفكر برمي جثتي من أقرب نافذة 
ولست مضطرباً لأنني سأكون بلا عمل 
ولا منزل 
ولا راتباً لوقت طويل 
أنني لست خائفاً من أحد 
ولا أتوجس من أحد
وأنني آكل أكلاً صحي 
والعب الرياضة 
ولدي عائلة 
أني لا أجرّ ألاف الجثث خلفي 
وأسماء المفقودين ومئات القصائد التي تنزّ بالدم 
لقد استطعت أن أخدع الاوربيين 
عبرت بشكل محترم 
وتجاوزت كل حواجزهم وكلابهم البوليسية بإحتراف مدهش 
وقدمت مرافعة ممتازة في جلسات التحقيق 
واتجه إلى نهاية محتومة 
يقولون لي جميعاً أنها لا تليق 
ولا تستحق كل هذا العناء 
 
نعم لقد خدعت الأوربيين 
ونجحت 
ولا أعرف لماذا أشعر بكل هذا الفشل المرير
..

حول وفائي ليلا

مواليد دمشق 1964 درس الفلسفة في جامعة دمشق غادر الى البحرين عام ١٩٩٦م واستقر فيها لغاية ٢٠١٥م لاجئ في السويد من العام ٢٠١٥م أصدر ستة مجموعات شعرية طبعت في بيروت ودمشق ميلانو واستنمبول ..... عناوين المجموعات ………… متوقفا عن الضحك ١٩٩٧م / دار الفارابي بيروت ما ليس ... أنا ٢٠٠٦م / دار الينابيع استوكهولم السويد يعطي ظهره للمرآة ٢٠٠٩م / دار الفارابي. بيروت مغسولاً بمطر خفيف ٢٠٠٣ م / دار جفرا دمشق رصاصة فارغة ... قبر مزدحم ٢٠١٥م / دار المتوسط ايطاليا اسمي أربعة أرقام ٢٠١٧م / دار بيجيز تركيا بيت واسع بحمامين …٢٠١٨م / دار بيجيز أمستردام

شاهد أيضاً

لاجئ المواصفات القياسيّة-إياد حياتلة

أنا اللاجئ المتسلسل، المتكرّر التشرّد والهجرات، المتنوّع أماكن النزوح، المتعدّد الهويّات المتآلفة المتناقضة، خَطوتُ الخطوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *