“للذكرى” هاني عوض

انا من تعلق بكل سيارة لها صندوق “سوزوكي”
وانا من هوى على رأسه في كل مرة
انا من حملت بداخلي روحا شاخت قبل اوانها ومالي يد بذلك
انا من تركني الجميع في ليلة قصف وانا اردد نازلا من نحلة الجرح القديم، الى تفاصيل البلاد
وانا من خذلتني كل عواصم الدنيا، ووضعني الجميع في حقيبة السفر
انا من تركني الناس واقفا، جالسا، في مواجهة الموجة دون قشة لاتعلق بها
انا من لاحق الفراشة لتكون لي عونا في الطريق، فرمت بنفسها في النار بحثا عن الضوء
وانا من رأى في نهاية النفق المظلم ضوءا، ليكون في نهاية الأمر انعكاس لروحي فأظلم اكثر
وانا من واجه كل شيء في هذه الدنيا عبثا، وهو يحاضر بعبثية دون كيشوت، وفي نهاية الأمر كنت انا قمح الطواحين
وانا من خذلني الطريق ومفرداته ومن كانوا لي عونا عليه
لاعرف في نهاية الأمر أن الطريق لا ينتهي قبل ان ينتهي احدنا
وانا من لاحقت كلماتي لتتركني في منتصف القصيدة
ركضت مطولا خلف الطيور حاملا البحر على كتفيّ لأراها تلاحق من يصفر لها طمعا بالقليل من الماء
وانا من نسيت يدي في سماء اكتظت بالطائرات والبارود
وانا من خرج من كل ذلك واقفا، راكضا، راقصا، انظر للجميع واقول لهم “صغيرة وناكتة خيّا”

حول Admin

شاهد أيضاً

محمود السرساوي

   شاعر فلسطيني، عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين منذ العام 1985، له عدة مجموعات شعرية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *