من أين يعرف الأخرين أنني زنجي

من أين يعرف الأخرين أنني زنجي 
فبشرتي بيضاء 
ولون عيوني خضر 
وأرتدي ملابس داكنة 
وألتزم بالصمت المطبق والتحفظ 
ولا أبتسم 
و أخاف من تجاوز الخطوط الحمر 
وأتبول ذعراً من القانون 
 
من أين يعرف الأخرين أنني أسود 
فشاربي بلون الحمرة 
كما أنني أبدو ذاهلاً ومشرفاً على الإنتحار طوال الوقت 
ولي أصدقاء قتلة 
وأنا أعوي كل مساء وحيداً 
ويصعب أن يحترمني أحد دون مناسبة 
أو كلما توغل أحدنا في معرفة الآخر 
 
من أين يشعر الأخرين أنني لا أنتمي لهم 
أنا أرتدي جوارب حمراء 
وجد مهذب 
وأشعر بالإمتنان لكل شيء
مقصقص ، ومرتب ، ومنحوت 
لا نتواءات زائدة ، ولا سلوك مشين .
 
من أين يدري الأخرين أني أسمر 
فأنا أصمت طوال الوقت 
وأدعي الخرس 
وتدمع عيناي عند كل لقاء مع المحققة الفاتنة 
وأصرخ بصمت عند كل سؤال من قبيل كيف حالك 
هل أنت بخير …؟ 
 
:- لست بخير تماماً 
أنا اثيوبي هذه الأرض 
ولا أعرف لماذا بياض غاشم يخصني ، داكن إلى هذا الحد 
وبهذا السواد 

حول وفائي ليلا

مواليد دمشق 1964 درس الفلسفة في جامعة دمشق غادر الى البحرين عام ١٩٩٦م واستقر فيها لغاية ٢٠١٥م لاجئ في السويد من العام ٢٠١٥م أصدر ستة مجموعات شعرية طبعت في بيروت ودمشق ميلانو واستنمبول ..... عناوين المجموعات ………… متوقفا عن الضحك ١٩٩٧م / دار الفارابي بيروت ما ليس ... أنا ٢٠٠٦م / دار الينابيع استوكهولم السويد يعطي ظهره للمرآة ٢٠٠٩م / دار الفارابي. بيروت مغسولاً بمطر خفيف ٢٠٠٣ م / دار جفرا دمشق رصاصة فارغة ... قبر مزدحم ٢٠١٥م / دار المتوسط ايطاليا اسمي أربعة أرقام ٢٠١٧م / دار بيجيز تركيا بيت واسع بحمامين …٢٠١٨م / دار بيجيز أمستردام

شاهد أيضاً

لاجئ المواصفات القياسيّة-إياد حياتلة

أنا اللاجئ المتسلسل، المتكرّر التشرّد والهجرات، المتنوّع أماكن النزوح، المتعدّد الهويّات المتآلفة المتناقضة، خَطوتُ الخطوة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *