حدثني صاحبي، فقال: تقع منشرة الهباش في حارة المغاربة قرب مقبرة الشهداء وهي ورشة عائلية كان يعمل فيها الأب وأولاده، ومنهم خالد الهباش* عازف القانون والمجوز البارع و المعروف في كل المخيم
كان لخالد جار “كثير غلبة” يمر عليه يومياً كل صباح في طريقه إلى عمله، و كعادته كثيراً ما كان يعبث في آلات المنشرة ، وفي كل مرة كان خالد ينهره بزعم أن هذه الآلات خطيرة ومؤذية.
وذات يوم غافل الجار خالداً وبدأ يمارس هوايته، فقام بتشغيل الشلّة ” المنشار الكهربائي” ليقص قطعة خشب، فهدرت الشلّة بصخب، ثم فجأة صمت كل شيء مما أثار إنتباه وفضول خالد، فالتفت إلى جاره وإذ به يخفي يده بجيبه وكأنه ممسك بشيء ما ، فسأله خالد وقد حزر ما حصل له: ليش مخبّي إيدك يا زلمة؟ فأجابه جاره: فش إشي..وحياة إمي فش إشي، فابتسم خالد بمكر وقال أجرَمِنعنّك حاطط إيدك بجيبتك.
فقال الرجل: يعني عامل حالك مش عارف؟ مش بكفي إنقطع أصبعي، كمان فوقها بهدلة..!
…….
*عائلة الهباش هي التي أسست فعلياً مع الشاعر الراحل أحمد دحبور والملحنين حسين نازك ومحمد سعيد ذياب فرقةالعاشقين المعروفة في أواخر سبعينيات القرن الماضي ،التي كان شعارها لفلسطين نغني،.لاحقاً أصبحت المنشرة مقراً لفرقة الجذور التي أسستها أسرة الهباش بعد فرقة العاشقين