طيب تلقحنّا ….. وبعدين – حكايا من المخيم

أول ماتعمّر المخيم زاره ملك المغرب محمد الخامس ودشن فيه مركز صحي سمي لاحقاً باسمه،اي مستوصف محمد الخامس، وكانت الناس تقول عنه “الخامس” فقط للسهولة، وأصبحت تديره الأونروا. وذات يوم دعت الاونروا سكان المخيم إلى حمله تلقيح ضد مرض العشى الليلي وهو التهاب يصيب شبكية العين ويعزى سببه إلى نقص فيتامين “أ”.. المهم قررت الأونروا إجراء تلقيح إجباري؛ طبعاً لم يستجب أهل المخيم للنداءات المتكررة للتلقيح؛ فقامت الأونروا بنقل الجهاز الطبي مع الأدويه إلى مبنى (الإعاشه ) “في شارع القدس المؤدي إلى دوار فلسطين” ونادى المنادي ياشباب ماحدا بستلم إعاشته إلا لما يتلقح هناك عند الاطباء بساحة الإعاشة .. نظر الرجال لبعضهم البعض مستفهمين؛حذرين ، ولم يتقدّم أحد منهم للقاح…كان في سيدة عجوز و صبية بجانبها تبدو انها زوجة ابنها؛ فقالت الصبية : عمتي لازم تتلقحي و إلا ما بعطوكي أعاشة، فردت عليها العجوز بعصبية : يا وردي ع اليهود، عزاااااا شو بتخرفي إنتي. أتلقح ! صدق اللي قال كل مين رآني أرملة شمّر وأجاني هرولة .الله يرحم عيونك يا حج .قال تلقحي قال ! أنا على آخر العمر أتلقح؟ صح الغربة بتضيع الأصل .. ولك يا مسعدة، أنا بليلة دخلتي ما تلقحت بدك ياني أتلقح هين!؟.سمعها ختيار كان واقف جنبها فخبط كف بكف وهو يتمتم لا حول و لا قوة الا بالله .وفي غضون ذلك استمر المنادي ينادي بصوت جهوري لازم تتلقحوا، قام رد عليه الختيار و قال يعني الواحد بيوخذش أعاشته إلا تيتلقح!؟ فأتاه صوت أحد المغتاظين : إي قال؛ عجبك على هالحكي!؟ فقال الختيار آمنت بالله على هالخرافية ؛ ثم وبسرعة البرق تمدد على الأرض ووضع يديه تحت رأسه ونادى على زوجته و قال تعالي جاي وصرخ (هاي تلقحنا ياإخوات الشرموطه) وبعدين !!

حول محمود الصباغ

كاتب فلسطيني سوري من مخيم اليرموك

شاهد أيضاً

محطة (1) ـ تغريد دواس

حاولت أن أكتب هنا بلا هوية، فما يهم إن كانت تغريد التي تكتب أو خديجة؟  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *