الرحيل الأخير
من رحيل الى رحيل
يمشي الحالم بقلبه، شعره
يمشي
قلبه مفعم ببقايا وطنٍ، مخيمٍ، وفُتات حبْ
وشعره المنفى كظلهِ
يكبر ويقصر تبعاً لاحتراق المكان وعيار القذائف..
يمشي الهوينى كنبي ..
يدخل لعبة الحرب مرغماً تائهاً بجمالياتها
إغراء الأحمر البرتقالي، زغاريد نسوة مكتومة
دماء رفاق، وتشييع سريع
يبتسم للموتى
لن أموت الآن
الوطن لم يكتمل بداخلي تماماً
والمنفى لم يكتمل بحضوري تماماً
والشعر كما القلب
ما زال لغزاً خفيف الغموض في البوحْ ..
وظلّي يُحاصرني بجميلة كفلسطين
المدن زينة على صدرها
وشامة كالشام حزينة بلاقصد على تكور نهدها
المخيّم شال تتدفء به ،
يعشقها وبردى بضفتيه زغب ،
يترنح .
ينتهي للولادة ..
لا ينتهي للموت أبدا
البلاد هي بلا مجازٍ …
يصرخ الحالم
لم أنضج بعد ليرتكبني الموت مبتسما
ينقصني الحبّ وبعض رصاصاتٍ ليكتمل القصيدْ
لُأُترجم ما بَـهُتَ من الموتْ
لا أسكن الرحيل لا أسكنه
فهو يتوسطني وغياب الرفيق يُنقص طعم القهوة
ومعنى الرغيف أصبحَ صعباً كامتحان الله
سهلاً كما اختراق الرصاص
والحبّ الشقيّ متمترسٌ كقصيدةٍ في هذه البلادْ
مرضيُّ اللونِ ، كحوليُّ المعنى ، يغني للـبعيد ومن البعيد …
يتمتم الحالمُ جهارةً
كم فينيقاً نحن رغم بساطتنا
ومن قمة ما في منفاه الجديد
يناجي الكليّ
أعدكْ ، سيكتمل الوطن بنا
فقتلي ما زال بعيداً
فالموت لا يفهم الموتى
يكمل وظيفته ويرحل لموتى آخرون
كموظّف بليد لا يفهم
يأتي للبعيد للقريب للحب والحبيب
يُقارن طعم اللحم و الحديد
يكمل وظيفتهُ
لا يفهمْ حتى كرسيهُ ، سكينهُ ، قلمهُ
يمضغُ كلّ شيءٍ ، يبدأ من جديد
لكننا أبداً باقون
تمت يوم نكبة اليرموك والنزوح 2012